قصص

قصة في طريق رجوعي

قصة في طريق رجوعي في ليلة من ليالي السهر في الشغل، نسيت نفسي؛ لحد ما انتبهت على صوت الراديو، اللي كنت بحب أسيبه شغال على إذاعة القرآن الكريم، والمذيع بيقول إن الساعة بقت ٣ صباحاً.. كان فيه شغل كتير والوقت سرقنى.. فقولت لنفسي كفاية لحد كده، وأبقى أكمل اللي اتبقى منه بكرة، لميت حاجتي ونزلت ركبت العربية.. ومشيت في طريق رجوعي المعتاد عشان أروح البيت.
ولاحظت وأنا ماشي بالعربية، إن الأجواء كئيبة جدًا على غير العادة، القمر مخنوق، والدنيا ضلمة، وعمدان النور في الطريق مطفية، والجو ساقعة جدًا، لدرجة إني حاسس بالبرودة، رغم إني مقفل كل شبابيك العربية، ومن شدة الهوا، حسيت أحياناً إن العربية بتحدف مني، فهديت وقللت من سرعتي شوية..
وأثناء ما كنت بفكر في كل ده، بالإضافة لتعبي وارهاقي بسبب قلة النوم.. لمحت من بعيد حاجة متكومة على الأرض، زي ما يكون حد واقع في نص الطريق.. قالت سرعتي أكتر لحد ما وصلت للشيء اللي على الارض، وقفت العربية، ونزلت وأنا مذهول، وقولت بصوت عالي وخايف: ايه ده.. يا ستار يارب.
لأني ساعتها لقيت واحدة مرمية في وسط الطريق وسايحة في دمها، بنت في وسط الطريق وعلى الحال ده، ومابقيتش عارف أعمل إيه، فضلت أبص حواليا، يمكن ألاقي حد يساعدني، أو حتى أحس مجرد إحساس وهمي بالمساعدة.. لكن الطريق كان فاضي تمامًا، تضرب في الإبرة ترن زي ما بيقولوا.
بإيد بتترعش؛ حاولت أهز فيها يمكن تكون صاحية، مرة واتنين وأنا بهزها في كتفها، لكن لا حياة لمن تنادي، مفيش أي استجابة، ولا أي رد فعل، فضلت أفكر أعمل إيه، أسيبها وأمشي لأنها كده ميتة، وممكن أدخل في سين و جيم وحكايات كتير، ومش بعيد يتهموني إن أنا اللي خبطتها بالعربية، ولا أنقلها مستشفى يمكن تكون لسه عايشة، بس في غيبوبة بسبب الحادثة؟
صوت ضميري كان الحاسم للقرار، واضطريت اشيلها ودخلتها العربية، وسوقت العربية بأقصى سرعة ممكن، لحد ما وصلت بيها لأقرب مستشفي.. نزلتها من العربية ودخلت بيها من باب المستشفي، وبدأت ازعق بصوت عالي: حد يلحقنا.. حد يلحقنا يا ناس .
الغريبة إن ماكنش في حد في الاستقبال، وده اللي خلاني أزعق وأطلب المساعدة، وبعد دقايق؛ وانا سايب البنت، أو يعني جثتها على كنبة في الاستقبال، وهي سايحة في دمها، وعمال أجري في كل حتة وأزعق وأنادي على حد يساعدنا، لقيت فجأة دكتور كبير في السن في وسي، وما أعرفش جه منين ولا ظهر إزاي، وبيقول لي بكل برود:
_ أنت صوتك عالي ليه؟
عليت صوتي أكتر وزعقت فيه:
_ هو أنت لسه شوفت صوت عالي؟ في واحدة ماتت ولا بتموت قصادك أهي، وأنتوا سايبين الاستقبال فاضي، قمة الاهمال والعبث، هي حياة الناس سهلة عندكوا كده؟
الأغرب إنه ماردش عليا.. اداني ضهره، ونادى على الممرضات بأسماءهم، فخرجوا من أوضة من الأوض.. ومعاهم تروللي، أو السرير اللي بينقله عليه المرضى أبو عجلات ده، رفعوا البنت على السرير، واخدوها ومشيوا، ورجع تاني الدكتور قال لي ببرود:
_ استنى أنت هنا لحد ما تيجي النيابة.
_ نيابة!
_ أيوا نيابة، هو أنت جاي الملاهي، ولا جايب واحدة سايحة في دمها لمستشفى، لازم النيابة عشان المحضر واثبات الواقعة، مش انت اللي خبطها؟
شرحت له الموقف كله، وفهمته إن مش أنا اللي خبطها، فرد وقال:
_ برضو مش هتمشي الا لما تيجي النيابة.
وسابني ومشي.. الصراحة أنا خوفت، واتاخدت من نفسي، وقولت في نفسي: انا كده راضيت ضميرى، ولازم أمشي.. وما أستنيتش لحظة، وفعلاً مشيت بسرعة.
عدى بعدها حوالي أسبوع، والموضوع مابيروحش من بالي، وأترددت كتير؛ اروح اسأل عليها لا ما أروحش، وفضلت عايش في صراع ما بين أروح أو لا.
في النهاية قررت إني أروح.. خلصت شغل بعد العصر كالعادة، وبدل ما أرجع البيت روحت المستشفي، وبما دخلت سألت في الاستعلامات، وبعد ما خلصت كلامي وسؤالي، اتفاجئت من رد الموظفة:
_ مافيش يا فندم حاجة من اللي حضرتك بتقوله ده حصلت، المستشفي كانت بتجدد، والنهارده اول يوم عمل للمستشفي من 3شهور.
_ نعم ؟! إزاى يعني، أنا جيت هنا من أسبوع، وكان معايا بنت عاملة حادثة، وفيه دكتور قابلني واتكلمت معاه، ممرضات أخدوا البنت على تروللي.
_ أحلف لك بإيه طيب عشان تصدق، يا فندم المستشفى كانا بتتجدد، واتقفلت لمدة 3 شهور، والنهار ده أول يوم للعمل بعد التجديد، إزاي حضرتك جيت من اسبوع؟
مالقيتش حاجة أقولها، أو رد أرد بيه عليها غير كلمة شكراً. ولفيت وشي عنها، وأنا ساكت ومصدوم، ومش قادر أفسر هو إيه اللي بيحصل بالظبط، هل من ضغط الشغل والارهاق أنا كنت بحلم؟ طيب أنا اتجننت؟ أو تكون مستشفى تانية غير دي مثلاً وأنا ماكنتش مركز.. ومشيت وأنا مش لاقي إجابة.
فاتت فترة بعد الموقف ده، وحاولت اتناسى واشيل الموضوع من دماغي نهائي، ومع مرور الأيام وضغط الشغل فعلاً كنت نسيت، بفتكر بس قبل ما آجي أنام دقيقتين كده وخلاص.
لحد ما فاتت سنة كاملة، وسهرت ليلة جديدة في الشغل، ووأنا مروح؛ حصل نفس اللي حصل في الليلة المشئومة الغريبة، ضوء القمر خافت، الليل فرض ضلمته، الجو ساقعة تلج، والبنت.. البنت هي هي مرمية في الطريق.. قولت في نفسي: لا بقا، اللي بيحصل ده كتير، وخارج نطاق العقل والمنطق، ولقيت نفسي بدون شعور بشيلها أدخلها العربية، وبروح بيها على المستشفى، وأهو بقا المرة دي المستشفى مافيهاش تجديدات أكيد، والبنت أهي حقيقة قدامي.. وبعد ما وصلت المستشفى، نزلت من العربية، وجيت عشان أفتح باب العربية الوراني عشان أشيل البنت أنزلها، لقيت البنت اختفت، ولقيت مكانها كفن أبيض وفاضي، وقفت مصدوم، مبلم، متنح، وماكنتش قادر أتلايم على أعصابي، فضلت أكلم نفسي: هو ده حقيقي! البنت راحت فين، واختفت ازاي؟ هتجنن.. لقيت صوت من ورايا بيقول لي:
_ في حاجة يا أستاذ؟
انتبهت ولفيت:
_ لا لا مافيش، أنا كنت تعبان شوية، بس بقيت كويس، شكرًا ليك.
وبسرعة ركبت العربية ومشيت.. انا مش فاهم أي حاجة، أنا لازم أنسى، لازم أشيل الحكاية دي من دماغي، حتى لازم ما أسهرش في الشغل أصلًا، ولو حكمت؛ فهسيب الشغل أصلًا، لأن أنا كده هتجنن.
بس الموضوع ماكنش بيروح من بالي، وبعد فترة واحد صاحبي حكى لي على موقف عجيب.. تقريباً هو هو الموقف اللي حصل معايا، ماردتش وما اهتمتش، قولت له:
_طيب فكك من حكاوي المصاطب دي، وخلينا نكمل شغل أحسن.
وسكتنا.. بس من جوايا ماكنش فيه سكوت، كانت أسئلة كتير جدًا، أسئلة ماعليهاش أي إجابة.. إزاي يحصل كده معايا ومع شخص تاني نفس الموقف، بنفس التفاصيل، لا حرف أقل ولا حرف زيادة، خلصت شغل وروحت البيت في ميعادي عادي جداً، وشوفتها، لكن المرة دي شفتها في عز النهار والنور وزحمة العربيات، وتقريبا انا بس اللي كنت شايفها، بس أنا ماوقفتش بسبب الزحمة، والأغرب إن البنت المرة دي قامت من الأرض في وسط العربيات وبصت لي، وراحت معدية الطريق واختفت..
ومن ساعتها وكل فترة كبيرة بشوفها، مهما كان ميعاد رجوعي من الشغل، نايمة على الأرض وأول ما اقرب منها، تقوم من على الأرض، وتفضل تبص لي، وبعديها تجري تعدي الطريق، ويمكن إحساس النهار والزحمة خلوني أتماسك أكتر، وإني أتعود على المشهد المريب ده، بس فضلت الأسئلة جوايا مالهاش إجابة..لا أنا انا عارف ليه ده بيحصل لي، ولا عارف هل ده برضو بيتكرر مع صاحب صاحبي ولا لا؟ لأني لما كسفته مارجعش فتح معايا الموضوع تاني، وأنا بصراحة اتكسفت أكلمه.
فات ٤ سنين مش عارف فاتوا إزاي، الحياة بتدور بسرعة، والأيام كلها شبه بعض بسبب ضغط الحياة،
بدأت اتأقلم وأتعود إني اشوفها.. وجت فترة كان بقالي كتير مباخدش اجازات، فتعبت جدًا، وقررت إني أخد أجازة، استرجع فيها طاقتي الذهنية والبدنية..
ووافقوا لي على الإجازة.. وساعتها نزلت أركب العربية وأروح البيت.. وبظبط المرايات لإني لقيتها مقفولة، ووبص في المراية اللي فوق.. وكانت المفاجأة، صدمة ما بعدها صدمة، بعد ما كنت تقريبًا نسيتها.. هي ماكنيتش نسياني.. كان مكتوب على المراية: “ساعدنى”.
انا طبعاً ضربات قلبي زادت، وجسمي اترعش، ومابقيتش مستوعب.. اساعدها؟ اساعدها إزاي دي يعني؟ فضلت مشتت ومحتار وعمال اتلفت ورايا وقدامي، فجأة لقيتها في وشي، لقيتها واقفة قصاد كبوت العربية وبتشاور لي إني أمشي وراها، ومن غير شعور دورت العربية ومشيت وراها.. وبدأت كأنها بتقول لي وبتديني طرف الخيط اللي هساعدها بيه.. راحت على المكان اللي هي ماتت فيه، وكنت بشوفها فيه دايما.. طيب ماشي انا دي فهمتها.. وده كمان طريق رجوعي للبيت.. انما ليه انا اللي عايزه يساعدها؟
ماعملتش زي كل مرة واختفت، دي فضلت مكملة لحد ما خدتني للمستشفى، وهناك اختفت.. انا بحلم ولا اتجننت ولا ايه؟.. نزلت من العربية.. اتصلت بصاحبي بسرعة عشان احكي له:
_ آلو، محمود، بقولك إيه.. هو انت لسه في الشغل؟
_ أيوا.. في حاجة ولا ايه؟
_ اه فيه. انا راجع لك.
قفلت معاه المكالمة، وجيت أدور العربية عشان أروح له، لكن العربية قطعت خالص، مابتدورش، حاولت مرة واتنين وتلاتة.. ومفيش فايدة.. ولقيت على الكرسي اللي جمبي ورقة شكلها غريب، ومكتوب فيها:
” انا عايزاك تساعدني.. ليه أنت؟ عشان أنت الشخص الوحيد اللي هينفع توصلني باللي قتلني.. أنت مش قريب منه، لكن تقدر توصله بسهوله.. ماتحكيش لصاحبك حاجة”.
قريتها وانا مصدوم، دماغي اتشلت عن التفكير.. بدأت اهدا وافكر… إزاى اساعدها.. وليه انا برضو؟ وافتكرت صاحبي لما كان بيحكي لي عن صاحبه انه شافها.. وبدأت أجمع وافهم ليه انا؟ برضو ماوصلتش لنتيجة، جربت أدور العربية لمرة جديدة، وساعتها دارت، واتحركت بسرعة وروحت لمحمود لصاحبي.. وأول ما شافني سألني:
_ إيه يا ابني مالك، رجعت ليه؟
_ مخنوق بس وقولت أتكلم معاك.
_ طيب روح دلوقتي نام وارتاح، ونتقابل بليل.. كلمني بما تصحى وتعالى لي المنطقه عندنا، نقعد على القهوة، وبالمرة هعرفك على صاحبي اللي كان بيشوف نفس مواقفك وعفاريتك.
_ بس ده حوار قديم، أنت لسه فاكر؟.. أنا آسف لأني رديت عليك ساعتها رد مش كويس. بس لي رجعت فتحت الموضوع ده تاني.. ليه؟
_ يا عم عادي، أنا مابزعلش، ما أنت عارف، بليل نتكلم.
_ طيب بس عرفني ليه فتحت الموضوع ده بعد الفترة الكبيرة دي؟
_ يا عم صاحبي ده كان مرة راجع من طريقك اللي أنت بتروح منه بليل وخبط بنت بالعربية، فخاف وكده، واضطر يهرب ومحاولش لا يعرف هي مين، ولا مين اهلها، ولا حتى يوديها مستشفى.. فقولت احكي لك. _ طيب والموضوع عدى سهل كده؟
_ اه، لأن غالباً حوادث الطرق السريعة دي مالهاش علاقة بالجريمة، لأن بيدان فيها الشخص اللي قرر يستهون بحياته، ويعرض نفسه للخطر.
_ ماشي يا محمود، بليل أفهم منك أكتر.
_ تمام.. نتقابل بليل إن شاء الله..
مشيت وانا مش مقتنع باللي قاله.. مش ده السبب اللي يخلى حد مات يدور ورا حد.. ويبقي في عفريت أو شبح عايش عشان يحاول ينتقم من القاتل، في حاجة أكبر من كده بكتير، ومحمود مخبيها عليا. أو مايعرفهاش اصلا..
روحت البيت ودخلت سريري عشان أنا، لكن الموضوع سيطر على عقلي، وفضلت أفك، النوم راح من عيني، وفجأة كل حاجة ظهرت قصادي، كإني بشوف الحقيقة، شوفت واحد وواحدة قاعدين جوه عربية وبيتخانقوا، وفهمت أنهم متجوزين، وكانت بتقوله إن الجواز ده لازم يبقا رسمي.. واتخانقوا أكتر لما عرف انها حامل.. البنت فتحت الباب ونزلت لما الخناقة كبرت، لأنه هددها، وهي عيطت وجريت.. لما بعدت شوية عنه، هو جري بالعربية بأقصى سرعة وخبطها، والمرة دي ما سابهاش زي ما محمود حكى لي، هو اخدها ووداها المستشفى، ولما دخلوها العمليات. هو هرب بسرعة عشان مايتسألش، وتبان إنها مجرد حادثة طريق..
فتحت عيني بسرعة، ده حلم، كابوس، قولت لنفسي كده وأنا بنهج، لكن فاجئني اللي لقيته قصادي، لقيت على مراية دولابي حاجة.. قومت بسرعة وقربت.. كان مكتوب: “شكرا”.
مافهمتش حاجة، صاحبي كلمني:
_ جاي يا ابني ولا إيه؟
_ آه طبعاً جاي، أنا نازل أهو.
نزلت وروحت، قعدنا وجه صاحبه، واتصدمت اول ما شوفته. هو هو الشخص اللي قتل البنت.. بنفس الهدوم حتى.. “يا ابني”
_ ها
_ في إيه يا ابني، مبلم ليه، الراجل بيقولك إزيك.
_ اسف، سرحت بس.
بعد ما قعدنا، حكى لي صاحب محمود نفس الحكاية اللي سمعتها من محمود، وحكيت له اللي كنت بشوفه.. لكن غيرت بعض الكلام.. وان الموضوع انتهى.. ولما خلصنا قعدتنا وروحت بيتي، ماكنتش عارف ايه اللي هيحصل بعد كده.. ايه مطلوب مني تاني؟
اول مادخلت أوضتي لقيتها واقفة في وشي، حاولت أشغل النور بسرعة، لكنه مابينورش.. مش شايف ملامح ليها، لكن هي في هيئة واحدة بنت.. وقالت لي: “شكرا”. _ أرجوكي.. ارحميني، انا مش فاهم حاجة.. مش فاهم شكرا على إيه؟
_ شكرا لانك وصلتني باللي قتلني.
ده كان ردها واختفت.. انا. انا بجد مش فاهم اي حاجة.. فجأة لقيت نفسي دوخت، ورميت نفسي على السرير، ونمت أو فقدت الوعي من كُتر الليةبيحصل لي..
وشوفته، شوفت صاحب محمود في حلمي، وهو بيموت نفس الموتة اللي البنت ماتتها.. هي المرة دي اللي بتموته.. فوقت مفزوع، ولقيت رسالة على موبايلي: “ماتخافش.. مش هتشوفني تاني”.
قولت لنفسي: كفاية بقا، أنا لازم اخرج من الكابوس ده، وحجزت على اول قطر ونزلت الصعيد لأهلي.. ومع مرور الوقت، وقعدت الاهل اللي بقالي كتير ماشوفتهمش نسيت تقريبا.. وكنت قافل تليفوني على طول.
خلصت الاجازة للاسف.. وكان لازم ارجع القاهرة،
حضرت نفسي وفتحت التليفون، لقيت ان محمود حاول يكلمني كتير، اتصلت بيه بسرعة. كان رده عادي جدا، إزيك وعامل ايه واخبارك، والبلد نسوك صحابك، شهر كده ما أعرفش عنك حاجة.قولتله:
_ انا راجع اهو يا عم وهتزهق مني.
وقفلنا عادي جدًا، ورجعت القاهرة..تاني يوم قابلته في الشغل. فقال لي:
_ شوفت اللى حصل؟
_ ايه اللي حصل؟
_ مش صاحبي عمل حادثة ومات..
رديت با ستغراب:
_ انت مش هامك كده إزاي انه مات؟!
_ هو عمل حادثة، حد خبطه بعربته، ازاى ما أعرفش، بعد كل ما دفناه، أخدت مفتاح عربيته اشيل حاجته منها، عشان والده كان هيبيعها.. لقيت ورقة.. عقد جواز عرفي، وتسجيل على موبايله.. عبارة عن خناقة ما بينه ومابين بنت، وانها حامل وهو نه مش هيتجوزها، انا عرفت الحقيقه على فكرة.. البنت دي ظهرت لي وقالت لي شكراً، وقول لصاحبك شكرًا.. يلا.. الله يرحمه بقا.
تمت..
في طريق رجوعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى